بيان هيئة العلماء والدعاة بألمانيا
حول بداية شهر رمضان وشوال لعام ١٤٣٥ هجرية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام حضارة المسلمين وبعد
فقد انتهت الهيئة بما تأكد لديها من معلومات فلكية بالغة الدقة أن أول أيام شهر رمضان المبارك ستكون بإذن الله تعالى يوم السبت الموافق 28 يونيو 2014م، وأن أول أيام عيد الفطر المبارك ستكون بإذن الله تعالى يوم 28 يوليو 2014م وذلك لما يلي:
١- تحقق الشروط العلمية والشرعية التي وضعها علماء الشريعة والفلك، والتي تبناها المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، وقررتها المجامع الفقهية المختلفة شرقا وغربا، وكذلك ندوة باريس فبراير 2012م
٢- النسبة الأكبر من مسلمي ألمانيا (أكثر من 85% ) تصوم وتفطر وفق بيان المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، وهيئة العلماء والدعاة بألمانيا، وكذلك المراكز الإسلامية الكبرى، وتجمعات وروابط الأئمة فى أوربا، والنبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن الصيام والإفطار يكون مع صيام غالب الناس فقال: (الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون) أى: الصوم والفطر مع الجماعة وعُظَم، أي كثرة الناس.
٣- ليس فى الأخذ بالحسابات الفلكية أو الإعلان المسبق عن بداية الصيام ونهايته مخالفة شرعية، أو معارضة للحديث النبوي الآمر بالرؤية؛ لأن الرؤية البصرية ليست أمراً تعبدياً، وإنما وسيلة لتحديد الشهر كاملا لصيامه، فالسبب الشرعي لصيام رمضان هو دخول الشهر وليس رؤية الهلال، والواقع العملي يؤكد أن الصيام وفقا للرؤية البصرية جعلنا نفطر أياما من رمضان ونصوم أياما من شعبان وشوال، ووقع بذلك الخلل فى العبادة التى أمرنا بها، وابتعدنا عن السنة من حيث أردنا التمسك بها.
٤- عموم المسلمين فى العالم يأخذون بالحسابات الفلكية فى كل أيام رمضان، بل وكل أيام العام فى صلاتهم، وإمساكهم، وفطرهم، وتحديد قبلتهم ومع ذلك يرفضون الأخذ بها فى يومين فقط من أيام رمضان أوله وآخره.
٥- مقاصد الوجود الإسلامي فى الغرب، ومصالح المسلمين ووحدتهم، لا تتحقق إلا بالتحديد المسبق للأعياد، ورفضنا الأخذ بهذا القرار يزيد المسلمين فى الغرب ضعفا وتشتتا، ويقدم للغرب صورة متناقضة عن الإسلام، فيُظن أنه دين يرفض العلم، ولا يصلح لهذا الزمان، ووظيفته قاصرة على تنظيم العلاقة الروحية للمسلم مع ربه، وهذا القرار هو نموذح للفقه الحضاري الجماعي المقاصدي الذي نريده اليوم.
٦- القواعد الفقهية ترجح وتبين دقة وصحة هذا التوجه فى إعلان الصيام والإفطار ومنها: الاتفاق على المرجوح أولى من الاختلاف على الراجح، حكم الحاكم يرفع الخلاف، يعني: اختيار المؤسسات والهيئات، والمراكز الإسلامية فى ألمانيا لهذا الرأى الفقهي المعتبر، وأخذ غالب المسلمين به يرفع الخلاف، وعليه يجب على المسلمين عدم التشدد والتمسك بالآراء الفقهية المخالفة له وإن صحت؛ تحقيقا لوحدة المسلمين ومصالحهم.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان، وأن يبارك لنا فى أيامه ولياليه، وأن يكتبنا فيه من المقبولين الفائزين، وأن يوحد كلمتنا وأن يجمع شملنا، وكل عام أنتم بخير.
رئيس الهيئة
د/ خالد حنفي
فرانكفورت فى 19/6/2014م